للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (١)، {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} (٢).

إن كل جريمة ترتكبها مجموعة دينية أو عرقية أو ثورية في أنحاء العالم لا تنسب في لغة الإعلام الغربي إلى الدِّين الَّذي تنتمي إليه تلك المجموعة، أو حتَّى الفرد، إلَّا حين تصدر عن مسلمين، فيقال رأسًا: (الإرهاب الإِسلامي)، و (الإرهابيون المسلمون)، ولا يقال لجرائم الصرب الفظيعة في البوسنة وكوسوفا: (إرهاب أرثذوكسي)، ولا لعلميات الألوية الحمراء في إيطاليا: (إرهاب كاثوليكي)، ولا لتفجيرات الجيش السَّرِيّ الإيرلندي: (إرهاب بروتستانتي)، ولا لأعمال القمع الَّتي يمارسها الجيش الإسرائيلي يوميًا: (إرهاب يهودي)، بل لا يقال لمجازر الهنود القوميين، وهدمهم المساجد المسلمين: (إرهاب هندوسي)، ولا لعمليات الجيش الأحمر الياباني: (إرهاب بوذي). كما لا توصف حملات التشويه والتشهير الإعلامي ضد الإسلام في الغرب بالتطرف وعدم التسامح. ودعاة التقريب، بحكم ثقافاتهم الغربية غالبًا، يدركون هذه الحقائق جيدًا فلا يزيدهم ذلك إلَّا تقربًا إلى الخصم الَّذي لا يمل من الابتزاز.

إن تحسين صورة الإسلام في أذهان الغربيين، والناس أجمعين، وإبراز محاسن الإسلام، لا يكون إلَّا بالتمسك به، والتأدب بآدابه، والدعوة إليه، ولا يكون أبدًا بانتقاصه، واجتزائه، والتخلي عن شيء منه قربانًا إلى


(١) سورة البقرة، الآية (١٢٠).
(٢) سورة البقرة، الآية (١٤٥).

<<  <   >  >>