للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجب أن يشمل الجميع، وكل الأديان على وجه الأرض، إن العالم العربي مدعوٌ في المستقبل القريب إلى أن لا يواصل تجاهله لوجود عِدَّة بلايين من البشر على وجه البسيطة، من الذين لا يدعون الانحدار من إبراهيم، ولا يعني ذلك أبدًا أن حضاراتهم وأنماط تفكيرهم غير جديرة بالتقدير والاحترام، مثلما هو الشأن لحضارتنا ونمط تفكيرنا، بل يجب علينا إذا نحن المسلمين أن نطبق على الآخرين ما نطالب به لأنفسنا" (١).

هذا مؤدي مفهوم التسامح الَّذي ينادي به دعاة التقريب، يضفي عباءته الفضفاضة على كل مشركٍ وثني، فضلًا عن اليهودي والنصراني، ويمنحه التقدير والاحترام من جهة حضارته وعقيدته، ويتيح له أن يجهر بالسوء من القول!

إن الغرب الَّذي يخطب هؤلاء التقريبيون ودَّه، لا يكف ليلَ نهار عن تشويه الإسلام في وسائل الإعلام والسخرية من أهله (٢)، ولا يعوزه للقيام بهذا الصد عن سبيل الله وجود تصرفات طائشة مرفوضة تتسم بالعنف والعدوان من بعض المنتسبين إلى الإسلام، كما لن يوقفه بالمقابل أطراح هؤلاء التقريبيين بين أيديهم في ضعة وانخذال؛ فتلك عقيدة راسخة، وطبيعة متأصلة في نفوسهم منذ فجر الإسلام: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا


(١) مقالة التسامح الإِسلامي - المسيحي، والتقارب العربي الأوربي ليسا بالمستحيلين. عبد الجليل التَّمِيمي. جريدة الحياة عدد (١٢٣٩٨) الخميس ٢٨ رمضان ١٤١٧ هـ ٦ فبراير ١٩٩٧ م.
(٢) انظر في هذه الدراسة الجادة والنصفة: (التغطية الإعلامية للإسلام) لإدوارد سَعِيد، أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا. وانظر كتاب: (تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر) دراسة نقدية في ضوء الإسلام. تأليف عبد اللطيف إبراهيم الحسين -أطروحة ماجستير- دار ابن الجَوْزي. الدمام. الطبعة الأولى (١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م).

<<  <   >  >>