الشرعية، وهكذا لو زاد في العفو على الحدّ الشرعي وضعه في غير موضعه، وهذه الأمثلة تدل على سواها، وقد نص العلّامة ابن القيِّم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه:(عِدَّة الصابرين) و (الوابل الصيب)، ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما، وإليك نص كلامه في العدة والوابل، قال في العدة صفحة ٣١٠:(ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أنَّ أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، ستير يحب الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو تحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو ممَّا يضادها وينافيها" ا هـ.
وقال في الوابل الصيب (ص ٥٤٣) من مجموعة الحديث: (والجود من صفات الرب جل جلاله؛ فإنَّه يعطي ولا يأخذ، ويُطعِم ولا يُطعَم، وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته،؛ فإنَّه كريم يحب الكرماء من عباده، وعالم يحب العلماء، وقادر يحب الشجعان، وجميل يحب الجمال) انتهى.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية، وحصول للفائدة، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعًا للفقه في دينه والقيام بحقه إنَّه سميع قريب، والسلام