وقال الأستاذ محمود شاكر -رحمه الله- في رده على من دافع عن النصراني المصري لويس عوض:"وقبل أن أبدأ في بيان ما أريدُ من خطر هذه الكلمات المختلطة التي تُلقى بلا حساب، أحبُّ أن أسأل سؤالا، لا أوجهه إلى الدكتور مندور، بل لكل من لا يدينُ بالإسلام من المواطنين: ما الذي يجرح مشاعرَ أحدٍ منهم إذا قلنا: إن لفظ "الخطيئة"، و"الخلاص"، و"الفداء"، و"الصلب" -وهي ألفاظ ذات دلالات واضحة في العقيدة المسيحية- ليست لها هذه الدلالات عندنا نحن المسلمين، وليس لها تاريخ أو أثر في حياتنا، كتاريخها وأثرها في حياتهم، وأن المسلم إذا استعملها، فإنه يستعمل ألفاظًا لا تؤدّي معنى واضحًا في نفسه؟ وبلا ريب، لا يستطيع مجيبٌ أن يقول: إن هذه المقالة تجرحني وتؤذي مشاعري! فإنه عندئذ يكون متجنيًا أكبر التجنّي في إلزام من لا يدين بدينه أن يدين بمدلولات ألفاظ لا أصل لها في عقيدته. أليس كذلك؟ فاستخدام الدكتور مندور "أسلوب الحكيم" في عرض هذه المسألة ضربٌ من المغالطة، وتحويل للأمر كُلّه عن مُستَقِرِّه، وإدخالٌ للسفسطة في مقام لا يحسنُ فيه إلا صريح العقل والمنطق. وإذا جاز للدكتور مندور أن يقول هذا للمسلمين، حتى ينتهوا عن إنكار ذلك على مَن يستعمله، لجاز أيضًا لمن يعكس الأمور من المسلمين أن يقول لأهل المسيحية: أرجوكم أن لا تستعملوا لفظ "الخطيئة"، و "الخلاص"، و "الفداء"، و "الصلب"؛ لأن ذلك يجرح مشاعر المسلمين؟ أمن العدل أن يطالب أحدٌ نصرانيًا بمثل هذه الحجة المتهافتة؟ هذا خَلفٌ من القول رديء.
= الغذامي أحد كتبه "الخطيئة والتكفير"! انظر: "الانحراف العقدي في أدب الحداثة" للدكتور سعيد الغامدي، (١/ ٣٥١).