للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمر الدين أمرٌ جلل لا يقضي فيه الدكتور مندور او لويس عوض أو غيرهما بما يشتهي هو ويحبُّ، بألفاظٍ يراها هو داَّلة على معنىً مفهوم، وهي لا دلالة لها إلا على سوء تصور الأمور المشكلة التي تُفضي إلى أكبر الأخطار. فقول الدكتور مندور: (إننا نحن المسلمين نعتبر جميع الديانات السماوية جزءًا من تراثنا الروحي للبشرية جمعاء)، قول لا يقوم على ساقٍ صحيحة ولا ساق عرجاء، وليس يصحُّ له أن يُذيعَ مثل هذا على الناس، بلا احتفالٍ ولا تقدير لدلالاته، وأقل ما فيه من الخطأ أن قائله لا يحسن أن يفرق بين معنى "الديانة" كما يعرفها كل ذي دين، وبين معنى "الكتاب" الذي أنزله الله على نبيّ من أنبيائه؛ فالمسيحي مثلًا، لا يعدُّ الديانة اليهودية ولا الديانة الإسلامية جزءًا من تراثه الروحي، وإلا انتقض عليه دينه، واليهودي أيضًا لا يعد الديانة المسيحية، ولا الديانة الإسلامية جزءًا من تراثه الروحي، وإلا انتقض عليه دينه، وكذلك المسلم لا يعد الديانة اليهودية ولا الديانة المسيحية جزءًا من تراثه الروحي، وإلا انتقض عليه دينه؛ لأن كل ديانة من هذه الثلاثة عقيدة شاملةٌ منتزعة من كتابها كما هو عندها، وكما تفسرّه، وكل عقيدة منها تنقض كثيرًا من عقائد الديانتين الأخريين، فغير معقول بوجهٍ من الوجوه أن تعد شيئًا مما تنقضه جُزءًا من تراثها الروحي، إلا إذا كان معنى "التراث الروحي" متَّسِعًا للتناقض الذي لا يقبله عقل عاقل!!

فنحن المسلمين إنما أُمِرْنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأن الله تعالى أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وأنزل الإنجيل على عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنزل القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم- بالحق مصدِّقًا لما بين يديه

<<  <   >  >>