{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}(١) فلزم التنويه)! يا للعجب لصحيفة الأهرام!! ما أشد عنايتها وحفاوتها بما ينشر فيها!
وقد ذكرتُ هذه المغالطة، لأنها هي الطريقة المستعملة حديثًا (!!) في التفكير، ولأنها هي الستارُ الذي يلقي على الحقيقة المفزعة، مضافًا إليه توابل من ذكر التطور وسائر الألفاظ التي تباعُ الآن في الصحف منظومة في الأعمدة، كما تباع عقود الفُل والياسمين على الأرصفة!! ولكن من البيّن أن هذه المغالطة قريبة مكشوفة، كما سلف، والحقيقة أن الأمر كلّه يتلخص في كلمات قلائل:
فهذه الكلمات الأربع، وهي أسُّ العقيدة المسيحية، لا يمكن أن تقع اتفاقًا، فيتواطأ عليها بعض الشعراء، لا عن عقيدة، بل عن رمزٍ لشيء يجدونه في حياتهم، فلا يجدون إلا هذه الأربعة بأعيانها. هذا بالطبع، ولكن الواقع أن في بعض البلاد وبعض الطوائف من جعل ديدنه في شعره ذكر هذه الأربعة، ولا يعاب أن يذكرها لأنه مسيحي يعيشها عقيدة واقتناعًا، بجميع ما تلزمه العقيدة من امتداد معاني هذه الألفاظ وروابط بعضها ببعض.
ولكن هذا الضرب من الشعر قد تولى منذ قديم بعضُ صبيان المبشرين الترويج له، والإكثار من التلويح بأنه الجديد الذي لا جديد غيره، وأكثروا في ذلك الصخب واللجاجة في الصحف والمجلات، وقارن ذلك تفشِّي شعر "إليوت"، ومذهبه في تحديد الثقافة، وأن ثقافة الشعب، ودين الشعب،