كثيرة جدًا، أقلها أن التواطؤ على هذه الصورة في ألفاظ أربعة من اللغة، يدخل في باب المُحال عقلًا حدوثه، إذا زعم الزاعم أن ذلك واقع اتفاقًا ومصادفة، فطابق الألفاظ الأربعة التي تقوم عليها العقيدة المسيحية.
ومن المغالطة الفاضحة ما قرأته في صحيفة لويس عوض، (المعروفة الآن بصحيفة الأهرام!!)، حيث زعم الكاتب أن أكبر ما أضافته الحركة الشعرية الجديدة هو الاستعانة بالرمز؛ فالصلب عند كثير من الشعراء رمزٌ لتضحية الإنسان في سبيل القيمة التي يؤمن بها، والإسلام: يعرف كلمة "الخطيئة" كما قال القرآن الكريم: (واغفر لي خطيئتي يوم الدين) وهذا نص كلامه!! ولست أدري كيف يتكلم الناس هذه الأيام؟ أبألسنتهم دون عقولهم؟ أم بهواجسهم دون تأملاتهم؟ أم بخطراتهم دون أفكارهم؟ لماذا كان "الصلب" رمزًا للتضحية، ولم يكن القتل، ولا الشنق، ولا المُثلة، ولا "الخازوق"، ما دام الأمر يتعلق باللفظ دون دلالته المرتبطة بمصلوب بعينه أو مقتول أو مشنوق أو ممثَّل به أو مُخَوزقٍ؟! وأما "الخطيئة"؛ فلم يقل لنا ما هو الرمز الذي اتُّخِذَت له؟ الإسلام كما يعرف "الخطيئة" -وهي التي يحتقبها أبناء آدم- يعرف "المعصية" و"الذنب"، وقال في ذكر أبينا آدم:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}(١) ولم يُسَمِّ معصية آدم "خطيئة" قط، فهذه مغالطات معيبة، (وبالمرة يحسن أن يقال لهذا الكاتب ألا يتَّبع سبيل المستهينين بحقوق الألفاظ والنقول، فليس في القرآن آية كالتي ذكرها، بل الذي قال الله تعالى: