للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البشري وعدالة التوزيع، واستعلت بالعنصر والدم على الملونين، وأسرفت في تبديد الثروات الطبيعية التي أعطاها الله للبشرية في بناء مجتمع الاستهلاك والترف والفساد والانحلال، ونسيت في هذا الطريق الوجهة الصحيحة، وتجاهلت صاحب العطاء الحقيقي؛ فأنكرت صلتها بالله تبارك وتعالى، وادَّعت أن الطبيعة تخلق، وتجاهلت، جانب المعنويات، واتجهت إلى السيطرة على العالم وإذلال العناصر غير البيضاء، وإشاعة روح الرعب من إنتاج الأسلحة التدميرية، والتنافس في السيطرة على الفضاء الخارجي وحرب الكواكب.

وهي بذلك تتقدم في طريق الفناء والسقوط من ناحيتين:

من ناحية تجاهل الوجهة الربانية الحقيقية للحضارة والمجتمعات.

ومن ناحية هدم مقومات الشخصية الإنسانية والأخلاقية، وإشاعة روح الإباحة وثورة الجنس، وهي لا محالة منهزمة.

ودلائل الهزيمة واضحة؛ فقد غاضت الأرحام في الغرب، وفي خلال العقود الثلاثة القادمة سوف يتقدم عالم الإسلام تقدمًا واسعًا في طريق النمو السكاني والثروة والطاقة، وبذلك يتمكن من السيطرة على مقدرات الحضارة العالمية.

ومن هنا فلا بد أن تنمو هذه الثمار في إطار الإسلام ومنهجه ومسؤولياته، وفهمه لربه ولعطائه، ولإقامة مجتمعه وبناء حضارة الإنسانية الكريمة السمحة القائمة على العدل والعطاء والرحمة" (١).


(١) "المعاصرة في إطار الأصالة"، أنور الجندي (ص ٢٢ - ٢٦). بتصرف يسير.

<<  <   >  >>