للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه تجارب بعض الأمم الإسلامية، في إطار العلمانية والقومية والاشتراكية، وتلك المحاولات التي تجمع بين قيم متضاربة أو متعددة، فكل ذلك مآله الفشل، وقد فشلت تجارب تركيا وأندونسيا وغيرهما في اعتناق الديمقراطية والقومية واللبرالية والفاشية والاشتراكية، وليس هناك غير منطلق الإسلام نفسه السمح الوسط القادر على العطاء الملتقي مع الفطرة والعلم. ولم تستطع أي دولة من هذه الدول التي اعتنقت هذه الأيدلوجيات أن تحقق أي قدر من التقدم الحقيقي، وما تزال قابعة في دائرة التبعية.

وثبت أن الثقافة الأوربية ظلت بمثابة قشرة على سطح المجتمع، ولم تلبث أن ظهرت طوابع الإسلام قوية، وقد تبين أن الثقافة الغربية ليست عالمية كما تقدم نفسها للناس، وإنما هي نتاج لا ينجح خارج دائرة بلاده، لأنه قائم على قيم ومناهج يونانية مسيحية وثنية.

وقد دخلت تركيا دائرة التغريب منذ خمسين سنة، ومع ذلك فإنها لم تستطع أن تسهم بشيء ما في مجال التكنولوجيا، وما زالت عالة على الغرب، وكل ما كسبته أنها فقدت هويتها الإسلامية ولو إلى حين.

وقد أكد كثير من الباحثين أن التبعية للثقافة الغربية ليس لها نتائج إيجابية حقيقية في تقدم العرب والمسلمين، وإنما تؤدي إلى عكس ذلك، وتظل موجهة إلى تحقيق هدف الغرب في السيطرة على العالم الإسلامي.

ولقد صُنِعَت الحضارة الغربية -أساسًا- من منهج التجريب الإسلامي، ولكنها تجاوزت قيم الإسلام في فهم الحضارة، وقوامها الرحمة والإخاء

<<  <   >  >>