للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين يتحدثون عن التطور والتطوير، ظنًا منهم أنهم يستطيعون هدم القيم الثوابت وهم يتحدثون عن التطور بمفهوم الفكر الغربي المادي البشري، الذي هو مجموعة نظريات قدمها فلاسفة ثم اخترقتها المتغيرات، فهي في حاجة إلى إضافة وحذف، وليس كذلك الإسلام الذي هو نظام رباني: (إنساني الوجهة عالمي النظرة)، والذي قام على أساس (الثوابت) التى لا تتغير ولا تتطور، و (المتغيرات) التي تتحرك في داخل الثوابت، أما دعاوي تطوير الشريعة، وتطوير اللغة، وتطوير القيم، فذلك أمر كله من مؤامرات التغريب الذي يرمي إلى هدم الثوابت والحدود والضوابط التي وضعها الإسلام حماية لوجود الإنسان وحماية لمجتمعه، وهذا أيضًا مما يختلف فيه المنهج الرباني (الإسلامي) والمنهج البشري (الغربي).

فالمعاصرة والحداثة والعصرية قائمة ويعترف بها، ولكن بحدودها وضوابطها، إيمانًا بأن الإسلام لن يكون مبررًا لفساد المجتمعات وانحرافاتها، ولا لانزلاق الحضارة إلى المادية المغرقة والفساد الاجتماعي، وهؤلاء الذين يطلبون من الإسلام أن يبرر وجود المجتمعات الفاسدة مبطلون، فعلي المجتمعات أن تعدل من طريقها حتى تلتقي مع منهج الله.

ومرونة الإسلام، وسماحته، ووسطيته؛ كل هذه أمور قائمة فعلًا، ولكنها لا تتجاوز دائرة (المتغيرات). أما دعاوى البعض بالبحث عن (الرخص) للاستعاضة بها عن العزائم فأمر لا يمكن أن يكون قاعدة أساسية لمجتمعات إسلامية تريد أن تبني نفسها على أسس سليمة لإقامة حضارة إسلامية متجددة.

أما الخلط بين مناهج الغرب ومناهج الإسلام على النحو الذي قامت

<<  <   >  >>