رهيب، ولم يتحقق لها أملها في بناء المجتمع الرشيد، وهي الآن تتطلع إلى مذهب جديد، وليس غير الإسلام.
إن روح العصر تدخل في باب المتغيرات، ولكن روح الأمة تدخل في باب الثوابت، ولا بد أن تخضع المتغيرات للثوابت، وأحيانًا تكون روح العصر مجموعة من الأهواء والاندفاعات يختلط فيها الصحيح بالخطأ. الاستجابة لا تكون للعصر وإنَّما للحق، للمنهج، لمنهج الله تبارك وتعالى. والإسلام قادر على الاستجابة للعصر، وقادر على استيعاب المتغيرات دون أن يخرج عن قيمة الأساسية وقواعده الصحيحة، والإسلام يقر التقدم ولكنه يجريه في قنوات ثابتة محكمة.
كما أنَّ الإسلام أعطانا القدرة على مواجهة الأحداث متى كانت متعارضة مع منهج الله، فليس علينا أن نستسلم للأوضاع المنحرفة تحت اسم التبرير أو قبول الواقع أو التَّأويل أو الرخص، ودعاة التبرير هؤلاء أعداء التقدم الحقيقي، والإيمان بالمنهج الحق والإسلام لا يقر دعاة اللامنتمي.
وإذا خرج الإسلام من ضوابطه وثوابته فقد انتهت فاعليته، ويجب أن نقدر تمامًا أن الإسلام ليس شأنه شأن المذاهب والأيدلوجيات البشرية؛ فهو منهج اجتماعي عمراني شامل يتجاوز كل الفلسفات الَّتي ابتكرتها العقول البشرية قبله وبعده، ومن باب أولى كل الأديان السابقة له والتي احتواها كمرحلة نحو وحدته وتكامله.