أن المستشرقين ودعاة الغزو الفكري كانوا قد تنبهوا إلى ذلك منذ وقت بعيد؛ رغبة منهم في إعزاز العامية وخلق تراث لها يمكنهم من الادعاء بأن العامية هي لغة مستقلة تختلف عن اللغة العربية الفصحى، وقد وصف الفلكلور بأنَّه كل ما يتصل بالسذاجة والانحطاط في الحس الجمالي والفني.
ومصطلح الفلكلور لا يشمل في مفهومه فنون القول فحسب، وإنَّما هو يشمل كل الفنون والمصنوعات والعادات والتقاليد والمناسبات الخاصة، والاحتفالات المتعاقبة بها، والتي يتبعها شعب من الشعوب البدائية، وما يتعلق بعطاءات البيئة وحياة الأمم، وإعادته مرة أخرى بعد أن عدت الشعوب والأمم هذا التطور ودخلت في الإسلام الذي قدم لها أرقي المفاهيم وأصح القيم في مختلف مجالات الميتافيزيقا (الغيب) والحضارة، فهي ردة إلى المثل العامية الساذجة الَّتي قالها النَّاس في عهود السذاجة والضعف والعجز عن فهم الكون الواسع.
والهدف ماكر خبيث من حيث إحياء النكات والأمثلة والرقص، ومفاهيم الخوف من الطبيعة والأساطير، وتقديم الذبائح للآلهة.
وكل هذا يهدف إلى إعلاء شأن العاميات الَّتي لا تستطيع أن تعبر إلَّا عن أدنى المشاعر، وهل يمكن أن يوضع هذا في صف أدب الفصحى ومفاهيم الحضارة الَّتي نشرها الإسلام بتحرير العقل البشري من عبادة الأوثان وكل ما يتعلق بالخرافات والعرافين؟!
إن الهدف هو الردة إلى القديم البالي في عصر الوثنية، وحجب المسلمين عن مفاهيم الحضارة الإِسلامية الَّتي قدمتها للبشرية.