أولًا: إلى أن الأساطير والسير الشعبية، وألف ليلة، ومجموعة الأمثال العامية؛ لا يمكن أن تقدَّم تصورًا صحيحًا للمجتمعات الإِسلامية.
ثانيًا: أن هناك انقطاعًا حضاريًا قد تم بين عصور ما قبل الإسلام وعصر الإسلام نفسه، وأن هذا الفلكلور ليس هو تراث مجتمعاتنا الإِسلامية الحقيقي الذي تكون منذ أربعة عشر قرنًا.
وعندنا أن إحياء الفلكلور لا تتحقق به المحافظة الشخصية للأمة، ولا يمكنها من أن تنمو وتزدهر وتتمكن من الحفاظ على ذاتيتها الخاصة، ولا من رد أي عدوان عليها، وإنَّما الذي يستطيع ذلك هو الميراث الإِسلامي الحقيقي:(القرآن والسنة)، واللغة الفصحى، وتاريخ الإسلام؛ ذلك أن الفلكلور يقوم على أوهام الشعوب وأهوائها، وعلى أدنى قدر من العواطف والمشاعر التى تتعلق بها النفوس الضعيفة المحدودة الأفق، التى لم تصل إلى قدر من الثقافة التى يقدمها الإسلام من حيث تحرر النفس والعقل من الوثنيات والماديات.
وفرق عميق بين التاريخ وبين الفلكلور وبين التراث، بل إن الفلكلور نفسه إنَّما يستهدف إحياء الإقليميات والوثنية والتقاليد والعادات التى انحرفت عن مفهوم العقائد الصحيحة، ممَّا صنعه الإنسان البدائي الساذج في حالات الفرح والحزن، وفي خلال مراحل الالتقاء الاجتماعي العام، وهي في مجموعها خارجة عن أصول الدِّين الحق الذي هدينا إليه، ولذلك فإن إحياء هذا النوع من التراث هو إحياء لدعوة التفرقة والجهل والتمزق، ذلك