للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي به" (١).

وليس معنى ذلك أن يكون الله سبحانه جوارح للعبد تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، إنما المراد تسديده وتوفيقه في جوارح العبد كلها، كما تفسر ذلك الرواية الأخرى؛ حيث قال سبحانه: "فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي" (٢)، فوضح بهذا سبحانه أن المراد من قوله: "كنت سمعه" … الخ توفيقه وتسديده وحفظه له من الوقوع فيما يغضبه.

وأما المعية العامة فمعناها: الإحاطة التامة والعلم، وهذه المعية هي المذكورة في آيات كثيرة كقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (٣)، وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٤)، وقوله: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} (٥)، وقوله: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} (٦)، إلى غير ذلك من الآيات؛ فهو جل وعلا مستو على عرشه، على الكيفية اللائقة


(١) رواه البخاري في الرقاق برقم (٦٥٠٢).
(٢) أوردها الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (١٤/ ٦٧٧)، ط. دار طيبة، نقلًا عن الطوفي، وهي في كتابه: التعيين في شرح الأربعين، تحقيق أحمد حاج محمد عثمان، ص ٣١٠. مؤسسة الريان.
(٣) سورة المجادلة، الآية (٧).
(٤) سورة الحديد، الآية (٤).
(٥) سورة الأعراف، الآية (٧).
(٦) سورة يونس، الآية (٦١).

<<  <   >  >>