للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمير المكرم نواف بن عبد العزيز؛ وفقه الله لما فيه رضاه آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد أخبرني الأخ علي بن حسين بن عبيد عن رغبتكم في الإفادة عن التوسل الجاري على ألسنة كثير من الناس وهو: (اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك) والجواب: هذا الدعاء ليس له أصل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم، وقد ذكر العلامة الزيلعي في كتابه: (نصب الراية) ص ٢٧٢ جـ ٤ أن الحافظ البيهقي رحمه الله رواه في كتابه: (الدعوات الكبير) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأن الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ذكره في الموضوعات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني المكذوبات عليه، عليه الصلاة والسلام- وبذلك يعلم أنه لا يشرع التوسل به؛ لكونه مكذوبا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأنه مجمل محتمل لا يعرف معناه، وقد زاد بعضهم في روايته -كما ذكره البيهقي في كتابه بعد قوله من عرشك- ما نصه: (ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وكلماتك التامة) وهذه الزيادة ليس لها أصل من حديث بن مسعود رضي الله عنه بهذا اللفظ فيما نعلم، ولكن قد دلت الأدلة الشرعية على شرعية التوسل بأسماء الله وصفاته، ويدخل فيها الاسم الأعظم، وكلمات الله التامات؛ كما قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (١)، وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من نزل منزلًا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من


(١) سورة الأعراف، الآية (١٨٠).

<<  <   >  >>