للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك" رواه الإمام مسلم في صحيحه (١)، وروى مسلم في صحيحه أيضًا، عن عائشة رضي الله عنها، أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو في سجوده بقوله: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (٢)، وخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ فيقول: "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن" (٣).

والأحاديث في التوسل بأسماء الله وصفاته كثيرة، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت إلى غار فانطبقت عليهم صخرة فسدت عليهم فم الغار، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله سبحانه، وتوسل أحدهم إلى الله سبحانه ببره لوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه فانفرجت الصخرة أكثر، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة


(١) رواه مسلم برقم (٢٧٠٨).
(٢) رواه مسلم برقم (٤٨٦).
(٣) رواه أحمد: (٣/ ٤١٩).

<<  <   >  >>