للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحة، ثم هي على تقدير ثبوتها، فإن معنى الأبدال فيها هم العباد الأتقياء، وليس ما يزعمة الصوفية، وسيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله.

ثم إن هؤلاء الأقطاب والأبدال هل كانوا في زمن نوح وإبراهيم وموسي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ فإن كانوا كذلك فمن كان القطب زمن إبراهيم عليه السلام حين كان الناس كفارًا؟ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} (١) أي مؤمنًا وحده وكان الناس جميعًا كفارًا، فإذا كان إبراهيم هو القطب فأين الأبدال والنجباء والنقباء والأوتاد؟

وإن زعموا أنهم كانوا بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ففي أي زمان كانوا؟ ومن أول هؤلاء؟ وما الدليل عليه من كتاب أو سنة أو إجماع أو عقل (٢)؟

إنه يلزم من هذا أن يرزق الله سبحانه وتعالى وينصر الكفار على أعدائهم بلا واسطة، ولا يرزق المؤمنين ولا ينصرهم إلا بواسطة، والتعظيم في عدم الواسطة (٣).

ثم إن هذا القول قريب من قول الرافضة: إنه لا بد من أمام معصوم لا يتم الإيمان إلا به، وهذا الترتيب عندهم قريب من ترتيب الإسماعيلية والنصيرية في: السابق والتالي والناطق والأساس والجسد .. الخ (٤).


= ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه … الحديث" (سنن أبي داود المطبوع مع شرحه عون المعبود ١١/ ٣٧٥، ٣٧٨).
(١) سورة النحل آية: ١٢٠.
(٢) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٣٧.
(٣) مجموع الفتاوي ١/ ٤٣٧.
(٤) مجموع الفتاوي ١١/ ٤٣٩.

<<  <   >  >>