للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن أريد به المعنى اللغوي للأوتاد كما يُقال: فلان من أوتاد الأرض، أو: فلان من الأوتاد، يعني بذلك أنَّه على درجة كبيرة من التقوى والصلاح، وأن الله يثبت به الإِيمان والدين في قلوب من يهديهم الله على يديه كما يثبت الأرض بأوتادها، فهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة، ولا يختص بأربعة ولا أقل ولا أكثر (١).

رابعًا: "الأبدال": إن أُريد بهم أن من سافر منهم عن موضعه ترك جسدًا على صورته حتَّى لا يعرف أحد أنَّه فقد، وهم على قلب إبراهيم (٢)، وأن عددهم سبعة أو أربعون، فهذا باطل لما تقدَّم.

وإن أريد بهم أنَّهم أولياء الله المتقون أو العباد الأتقياء (٣)، وأنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، فهذا معنى حق، وهذه الصَّفات لا تختص بسبعة ولا أربعين ولا غير ذلك من الأعداد.

خامسًا: "النقباء": إن أريد بهم ما يزعمه الصوفية أنَّهم الذين استخرجوا خبايا النفوس، وهم ثلاثمائة، وأن مسكنهم الغرب (٤)، فهذا المعني باطل؛ إذ لا يعلم خبايا النفوس إلَّا الله: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٥).

وإن أريد به المعنى اللغوي، وأن النقيب هو الأمين والوكيل (٦) كما قال


(١) مجموع الفتاوي ١١/ ٤٤٠.
(٢) الدرة الخريدة ١/ ٤٩، التعريفات للجرجاني ١٣٩.
(٣) النهاية لابن الأثير ١/ ١٠٧ ط الحلبي، عون المعبود ١١/ ٣٧٦.
(٤) الدرة الخريدة ١/ ٤٩.
(٥) سورة ق، الآية (١٦).
(٦) لسان العرب ٢/ ٢٦٧.

<<  <   >  >>