للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يدور عليه أمرهم كما يقال: فلان قطب بني فلان (١) سواء كان قطبًا لبلده أو قبيلته أو لأسرته، كما قال الشاعر:

كم أنبتت دوحة الإسلام من حسن … وأطلعت في بهيم الليل من قطب

فهذا المعنى لا غبار عليه وهو معنى حق، فلا اختصاص إذا للأقطاب بعدد معين، ولا يلزم أن يكون أفضل الناس في زمنه بل قد يكون أفضلهم، وقد يكون من أفضلهم، وقد يكون أسوأهم (٢).

ثانيًا: "الغوث" إن أريد به المعنى المرادف للقطب كما تقول التجانية فذلك باطل، وقد تقدم بيان بطلانه آنفًا.

وإن أريد به طلب الاستغاثة من المخلوق فيما يقدر عليه، فهذا معني حق؛ {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (٣).

ثالثًا: "الأوتاد": إن أريد به ما يزعمه الصوفية من أنهم عبارة عن أربعة أركان من العالم، شرق وغرب وجنوب وشمال، مع كل واحد منهم مقام تلك الجهة (٤).

أو أن كل واحد منهم في ركن من أركان الكعبة، والذي في ركن الحجر الأسود على قلب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، يمد الخلق بالإمدادات العظيمة (٥) كما يقول التجانيون، فهذا معني باطل لما تقدم.


(١) لسان العرب ٢/ ١٧٦.
(٢) مجموع الفتاوي ١١/ ٤٤٠.
(٣) سورة القصص، الآية (١٥).
(٤) التعريفات لأبي الحسن الجرجاني ١٣٩.
(٥) الدرة الخريدة ١/ ٤٩.

<<  <   >  >>