للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - قال الدكتور الهلالي: "أرأيت لو حبس هذا القطب في مكان لا يجد فيه سبيلًا لقضاء الحاجة، فهل يستطيع أن يخرج من ذلك الحبس الضيق إلى عالم من العوالم التي يدبر شؤونها ويقضي حاجته، أم يبقى في "حيص بيص" حتى يتغوط على ثيابه ويبول عليها؟ وحينئذ يسخر منه الشيطان الذي أغواه وأمره بادّعاء ذلك الأمر العظيم الذي لا يقدر عليه إلا الله" (١).

٥ - ثم إن هذا القطب الذي لو زال عن الوجود طرفة عين واحدة لصار الوجود كله عدمًا في أسرع من طرفة العين، أرأيت لو مات فهل يبقى يتصرف في هذا الكون، أم الكون سيهلك بهلاكه؟

٦ - وأخيرًا، فإن مثل هذا الكلام لا يستحق الرد ولا المناقشة، فإن أقل الناس إدراكًا يدرك بطلانه؛ إذ هو من أعظم المنكرات وأكبر الكبائر، قال الدكتور محمد تقي الدين الهلالي في نفي القطب:

ولا قطب نعرفه غير نجم … يرى في السماء وقطب الرحى

ونحوهما لا الذي ذكروا … يكون مقيمًا بغار حرا

يمد الأنام ويجري الشؤون … وتلك، وربِّك، أدهى الفرا

فهل من كتاب وهل السنة … أتت من صحيح الحديث بذا (٢)

وإن أريد به المعنى اللغوي؛ وهو أن القطب هو الحديدة التي يدور عليها الرحى، أو أنه الكوكب الذي بين الجدي والفرقدين، أو أنه سيد القوم


(١) الهدية الهادية ١١٧.
(٢) الهدية الهادية ٤٧.

<<  <   >  >>