للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في تفسير الإنسان في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (١) وقال: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} وهو الإنسان الكامل الذي يحفظ الله به نظام الوجود، وبه قيام جميع الوجود، ولو زال عن الجود طرفة عين واحدة؛ لصار الوجود كله عدمًا في أسرع من طرفة العين، وهو المعبر عنه بلسان العامة (قطب الأقطاب) و (الغوث الجامع) " (٢).

فإن أريد بالقطب هذا المعنى فهو باطل من وجوه.

١ - أنهم خلعوا على هذا القطب صفات الإله الواحد الذي لا شريك له، فهم وإن لم يدعوا أنه إله يعبد من دون الله كما صرح فرعون، إلا أنهم لم يبقوا شيئًا من صفات الله تعالى إلا وصفوه بها؛ فالقطب هو النائب عن الحق في تصريف الكون، وروحه مبثوثة في الوجود لتبعث فيه الحياة والحركة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

٢ - أن هذا الكلام قل أن يصدر عن مجنون فضلًا عن عاقل، فكيف يصدر عمن يدّعي أنه من أولياء الله الصالحين؟

٣ - أن التجاني قد طرد من الجزائر كما سبق في ترجمته (٣)، وقد أوذي في المغرب، فأين هذا القطب المدبّر لشؤون الكون؟ لِمَ لم يدافع عن نفسه؟


(١) سورة الأحزاب، الآية (٧٢).
(٢) جواهر المعاني ١/ ٢٢٧.
(٣) انظر ص ٥٥ من رسالة الدكتور ..

<<  <   >  >>