للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهنا مكمن الخطورة؛ لأنَّ الأمر أمر دعوة إلى التساوي بين من يدعو إلى الله وإلى دين الله الَّذي هو الإسلام وبين من يدعو إلى الإلحاد أو الشهوانية العلمانية الليبرالية أو الطاغوتية الديموقراطية.

٢ - ترسيخ فكرة أن الدعاة إلى الله باعتبارهم تيارًا إنَّما يريدون السلطة والحكم، وأنَّه لا يعنيهم الإسلام في شيء، بل هم تيار اجتمع من أجل غرض الحكم بأعيانهم وأسمائهم، وأنهم ما ساروا في طريق الدعوة إلى تطبيق شرع الله وحكمه إلَّا من أجل السلطة فقط، وهم في هذا متماثلون مع من يدعو إلى المذاهب والعقائد الأخرى، ولا شكَّ أن هذا التشويه للدعوة إلى الله ليس جديدًا، بل لقد وصف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأوصاف مثل هذه الأوصاف، وذهب المشركون إلى عمه أبي طالب وقالوا له: إن كان محمد يريد جمالًا زوجناه أجمل النِّساء، وإن كان يريد مالًا أعطيناه حتَّى يكون أغنانا، وإن كان يريد حكمًا واستعلاء ملكناه، وقالوا: هو ساحر أو مجنون، وقالوا: كاذب، وهم يعلمون أنَّهم هم الكاذبون، كما أنَّ أعداء وخصوم الدعوة إلى الله يعلمون أنَّهم كاذبون في ادعاءاتهم وتخرصاتهم على الدعاة إلى الله في هذا العصر.

٣ - تدعيم الفكرة الَّتي يحاول خصومُ الإسلام وخصوم شريعته أن يكرسوها في عقول النَّاس؛ وهي -وبناء على ما تقدَّم- أن الدعاة إلى الله لا يمثلون الأمة، بل هم يمثلون أنفسهم، وما هم إلَّا تبار من التيارات لا يمثلون إلَّا أعيانهم وأسماءهم، وأنهم بهذا لا يمثلون المسلمين، وأن بقيَّة المواطنين -وفي بعض الأقطار جميعهم مسلمون أي ١٠٠ %- ليسوا معنيين بالدعاة،

<<  <   >  >>