للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينما الحق في هذا أن الدعاة هم في الواقع الأمة بأسرها؛ لأنَّهم الذين يعملون من أجل دين الله، الَّذي هو دين كل مسلم، وقد أمر الله تعالى بموالاة المؤمنين والبراءة من غيرهم؛ قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (١). وهذه الآية دليل كاف على أن هذه الأمة أمة دعوة، وأن المؤمنين جميعًا يد واحدة وجسد واحد، وأن الدعاة إلى الله -بالمعنى الخاص- هم في القلب من هذه الأمة الواحدة، ولذا فالدعاة إلى الله الذين فرغوا أنفسهم لهذا الأمر يمثلون الأمة كلها، والمسلمون جميعًا هم دعاة إلى الله، وتأمل في الآية الكريمة السابقة، حيث الولاية والتولي للمؤمنين جميعًا، وهذه هي الأمة، وحيث الدعوة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحيث إقامة الصَّلاة والزكاة وطاعة الله، وهذه صفات المؤمنين جميعًا، وفي هذا رد وتكذيب لمن تخرص وسمى الدعاة تيارًا من التيارات الموجودة في البلد، بل هو الأمة جمعاء وهم البلد جميعًا. ولنسأل الواقع كما قد آمنا بما جاء في النُّصوص الشرعية، فسيؤكد الواقع لنا هذه الحقيقة، فالحمد لله وله المنة والفضل.

وأمَّا التيارات الهدامة؛ كالأحزاب العلمانية، والتجمعات الفكرية الضالة فهي الدخيلة على الأمة وهي السموم الَّتي دخلت إلى بلاد الإسلام، ولكن


(١) سورة التوبة، الآية (٧١).

<<  <   >  >>