للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجسد الإِسلامي جدير بطردها، كما طرد سلفها من قبل.

إن من الخطورة أن يتقبل كثير من الدعاة هذا اللَّفظِ أو وصف: (تيار إسلامي)، ومطابقة: (الإِسلاميون)، بل هو الإسلام وهم المسلمون، ولسنا تيارًا من التيارات، ويجب أن نبين هذا وأن نحذره وأن نحذِّر منه، واللهُ غالب على أمره.

ومثل وصف (التيار الإِسلامي) في الخطورة ومجافاة الحق: وصف: (التيارات الإِسلامية)، وهو وصف يحاول من خلاله أعداء الإسلام تصوير الإسلام على أنَّه إسلامات وليس إسلامًا واحدًا؛ وذلك لهدف تفريق كلمة الأمة والتشكيك في صحة الإسلام والتشكيك في مصدريه الربانيين: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد استغل هؤلاء كثيرًا من أخطاء بعض المنتسبين إلى سبيل الدعوة إلى الله -إن حقًا وإن باطلًا-، فمن كان من الدعاة سائرًا في دعوته على هدي الكتاب والسنة فهو المهدي، وقد تقع منه أخطاء لأنَّه لا عصمة لبشر، وهنا يستغل أعداء الدعوة وخصوم الإسلام هذه الأخطاء، بل لقد استغلوا الاختلاف في مسائل الأحكام بين العلماء، وهذا أمر معلوم في الفقه الإِسلامي؛ فالاختلاف في كثير من الأحكام قائم وليس -كما زعم الكاذبون والمغرضون- دليلًا على أن هناك أكثر من إسلام، فالحوادث مستمرة والمتغيرات والمستجدات في حياة النَّاس دائمة ولا بد لها من حكم شرعي يضبطها، وهكذا احتاجت الأمة إلى الاجتهاد منذ عصر الصَّحابة، والعقول والأفهام متفاوتة، وبناء عليه تتفاوت نتائج

<<  <   >  >>