فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى بقلبك. فقال: الله الله، أنقذنى، أنقذك الله. فأعفاه من القضاء. فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك وجه إليه بالصرة
وقيل: لما ولى ابن علية صدقات البصرة كتب عبد الله بن المبارك إليه هذه الأبيات، فجعل ابن علية يقرؤها ويبكى
وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل ابن علية إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه، وقال عفان مرة أخرى: حتى أحدث.
قال عفان: وكان ابن علية وهو شاب من العباد بالبصرة.
وقال ابراهيم الحربى - وسأله أبو يعقوب - فقال: دخل ابن علية على محمد بن هارون. فقال له: يا ابن كذا وكذا - أى شتمه - إيش قلت؟ فقال:
أنا تائب إلى الله. لم أعلم، أخطات. فقال: إنما كان حدث بهذا الحديث «تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقتان، من طير صواف يحاجان عن صاحبهما» قال: فقيل لابن علية ألهما لسان؟ قال:
نعم. فكيف تكلم؟ فقيل: إنه يقول: القرآن مخلوق. وإنما غلط.
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب واسماعيل بن ابراهيم بن علية، قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال: وهيب، كان عبد الرحمن بن مهدى يختار وهيبا على اسماعيل. قلت: فى حفظه؟ قال: فى كل شئ. ما زال إسماعيل وضيعا، من الكلام الذى تكلم به إلى أن مات. قلت:
أليس قد رجع وتاب عل رءوس الناس؟ فقال: بلى، ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث، بعد كلامه ذاك إلى أن مات. ولقد بلغنى أنه أدخل علىّ محمد بن هارون ثم قال لى: تعرف محمد بن هارون؟ قلت: نعم أعرفه. قال: فلما رآه زحف إليه وجعل محمد يقول له: يا ابن عم، تتكلم فى القرآن؟ قال: وجعل إسماعيل يقول:
جعله الله فداه، زلة من عالم، جعله الله فداه، زلة من عالم، ردده أبو عبد الله غير مرة. وفخم كلامه، كأنه يحكى إسماعيل. ثم قال لى أبو عبد الله: لعل الله أن