وقال عبد الله بن أحمد: كان أبى يقرأ القرآن فى كل أسبوع ختمتين، إحداهما بالليل، والأخرى بالنهار
وقد ختم إمامنا أحمد القرآن فى ليلة بمكة مصليا به.
وأما الخصلة الخامسة، وهى قوله «إمام فى الفقر» فيا لها خلة مقصودة، وحالة محمودة، منازل السادة الأنبياء، والصفوة الأتقياء.
أنبأنا الوالد السعيد باسناده عن أبى جعفر فى قوله تعالى (٧٥:٢٥ ﴿أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ﴾) قال: الجنة ﴿بِما صَبَرُوا﴾ قال: على الفقر فى الدنيا. وباسناده عن أبى برزة الأسلمى قال: قال رسول الله ﷺ: «إن فقراء المسلمين ليدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار أربعين خريفا، حتى يتمنى أغنياء المسلمين يوم القيامة أنهم كانوا فى الدنيا فقراء» وباسناده عن أبى سعيد الخدرى قال:
سمعت النبى ﷺ يقول:«اللهم توفنى فقيرا، ولا تتوفنى غنيا» وباسناده عن على قال: قال رسول الله ﷺ: «الفقر على المؤمن أزين من العذار على خد الفرس» وأخبرنا بهذا الحديث جدى جابر قال أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا محمد بن العباس بن الفضل المروزى أبو جعفر، حدثنا أبى حدثنا اسحاق بن بشر، حدثنا شريك عن أبى إسحاق السّبيعى، عن الحارث (١) عن على قال: قال رسول الله ﷺ«الفقر على المؤمن أزين من العذار على خدّ الفرس» وباسناده عن بلال قال: قال رسول الله ﷺ«الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا. قال: فقلت: كيف لى بذلك يا رسول الله؟ قال: إذا رزقت فلا تخبأ. وإذا سئلت فلا تمنع. قال: قلت:
وكيف لى بذلك، يا رسول الله؟ قال: هو ذاك، وإلا فهو النار».
وأما الخصلة السادسة، وهى قوله «إمام فى الزهد» فحاله فى ذلك أظهر