فصبر، ولكتابه نصر، ولسنة رسول الله ﷺ انتصر، أفصح الله فيها لسانه، وأوضح بيانه، وأرجح ميزانه. لا رهب ما حذّر، ولا جبن حين أنذر، أبان حقا، وقال صدقا، وزان نطقا وسبقا. ظهر على العلماء، وقهر العظماء ففى الصادقين ما أوجهه، وبالسابقين ما أشبهه. وعن الدنيا وأسبابها ما كان أنزهه جزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين، فهو للسنة كما قال الله فى كتابه المبين:
قال على بن المدينى: أيّد الله هذا الدين برجلين لا ثالث لهما: أبو بكر الصديق يوم الرّدة، وأحمد بن حنبل فى يوم المحنة.
وقيل: لبشر بن الحارث، يوم ضرب أحمد: قد وجب عليك أن تتكلم.
فقال: تريدون منى مقام الأنبياء؟ ليس هذا عندى، حفظ الله أحمد بن حنبل من بين يديه ومن خلفه، ثم قال، بعد ما ضرب أحمد: لقد أدخل الكير فخرج ذهبة حمراء.
وقال الربيع بن سليمان، قال الشافعى: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر.
فقلت: تطلق عليه اسم الكفر؟ فقال: نعم، من أبغض أحمد بن حنبل عاند السنة، ومن عاند السنة قصد الصحابة. ومن قصد الصحابة أبغض النبى، ومن أبغض النبى ﷺ كفر بالله العظيم.
وقال أحمد بن إسحاق بن راهويه: سمعت أبى يقول: لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لذهب الإسلام.
وقال عبد الوهاب الوراق: أبو عبد الله أحمد بن حنبل إمامنا. وهو من الراسخين فى العلم. إذا وقفت غدا بين يدى الله تعالى فسألنى: بمن اقتديت؟ أقول: بأحمد. وأى شئ ذهب على أبى عبد الله من أمر الإسلام؟ وقد بلى عشرين سنة فى هذا الأمر.
وأنبأنا محمد بن الأبنوسى عن الدارقطنى. قال: أخبرنا محمد بن مخلد قال: