للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وما كان مثله فى القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها. وإن تبت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، فإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفا واحدا، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات، وأن لا يخاصم أحدا، ولا يناظر، ولا يتعلم الجدال. فإن الكلام فى القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهى عنه. لا يكون صاحبه - إن أصاب بكلامه السنة - من أهل السنة، حتى يدع الجدال ويسلم. ويؤمن بالآثار، والقرآن كلام الله، وليس بمخلوق.

ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق، وأن كلام الله ليس ببائن منه، وليس شئ منه مخلوق. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، وقال باللفظ وغيره. ومن وقف فيه فقال: لا أدرى مخلوق أو ليس بمخلوق؟ وإنما هو كلام الله، فهو صاحب بدعة، مثل من قال: هو مخلوق. وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق. والإيمان بالرؤية يوم القيامة، كما روى عن النبى صلّى الله عليه وسلم فى الأحاديث الصحاح. وأن النبى صلّى الله عليه وسلم قد رأى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم صحيح، قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس. والحديث عندنا على ظاهره، كما جاء عن النبى صلّى الله عليه وسلم.

والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحدا.

والإيمان بالميزان يوم القيامة، كما جاء «يوزن العبد يوم القيامة، فلا يزن جناح بعوضة» وتوزن أعمال العباد، كما جاء فى الأثر. والإيمان به والتصديق، والإعراض عمن رد ذلك، وترك مجادلته، وأن الله يكلم العباد يوم القيامة، ليس بينه وبينهم ترجمان، والإيمان به، والتصديق به. والإيمان بالحوض، وأن لرسول الله صلّى الله عليه وسلم حوضا يوم القيامة ترد عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، آنيته عدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه.

والإيمان بعذاب القبر، وأن هذه الأمة تفتن فى قبورها، وتسأل عن الإيمان