للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالصلاة مستهين بها: هو مستخفّ بالإسلام مستهين به. وإنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة. ورغبتهم فى الإسلام على قدر رغبتهم فى الصلاة.

فاعرف نفسك يا عبد الله، واعلم أن حظك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك. واحذر أن تلقى الله ﷿ ولا قدر للاسلام عندك. فإن قدر الإسلام فى قلبك كقدر الصلاة فى قلبك. وقد جاء الحديث عن النبى أنه قال «الصلاة عمود الإسلام (١)» ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاس، ولم ينتفع بالطّنب ولا بالأوتاد؟ وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد. فكذلك الصلاة من الإسلام.

فانظروا رحمكم الله واعقلوا، وأحكموا الصلاة، واتقوا الله فيها، وتعاونوا عليها، وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض، والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان. فإن الله ﷿ قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى.

والصلاة: أفضل البر. وجاء الحديث عن النبى أنه قال «أول ما تفقدون من دينكم: الأمانة. وآخر ما تفقدون منه: الصلاة. وليصلين أقوام لا خلاق لهم (٢)» وجاء الحديث «أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله:

صلاته. فإن تقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله. وإن ردت صلاته رد سائر عمله (٣)» فصلاتنا آخر ديننا. وهى أول ما نسأل عنه غدا من أعمالنا. فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين. فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام.

فكل شئ يذهب آخره: فقد ذهب جميعه. فتمسكوا رحمكم الله بآخر دينكم.


(١) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان من حديث عمر، بلفظ «الصلاة عماد الدين» والديلمى فى مسند الفردوس عن على، وأبو نعيم فى كتاب الصلاة، بلفظ «عمود الدين» وفى مسند أحمد من حديث معاذ، بلفظ «رأس الأمر وعموده الصلاة»
(٢) رواه البيهقى فى الشعب من حديث عمر ببعض اختلاف
(٣) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث تميم الدارى، وأبو يعلى فى مسنده والضياء فى المختارة والطبرانى من حديث أنس