للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأفرد الصلاة وأمر بها خاصة. وقال ﷿ (١٧٠:٧ ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾) والتمسك بالكتاب: يأنى على جميع الطاعة، واجتناب جميع المعصية، ثم خص الصلاة بالذكر. فقال: (﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾) وإلى تضييع الصلاة نسب الله ﷿ من أوجب له العذاب قبل المعاصى. فقال: (٥٩:١٩ ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ. فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾) فمن اتباع الشهوات: ركوب جميع المعاصى. فنسبهم الله ﷿ إلى جميع المعصية فى تضييع الصلاة.

فهذا ما أخبر الله تعالى به من آى القرآن، من تعظيم الصلاة، وتقديمها بين يدى الأعمال كلها، وإفرادها بالذكر من بين جميع الطاعات، والوصية بها دون أعمال البر عامة. فالصلاة: خطرها عظيم، وأمرها جسيم

وبالصلاة: أمر الله رسوله، أول ما أوحى إليه بالنبوة، قبل كل عمل، وقبل كل فريضة. وبالصلاة: أوصى النبى عند خروجه من الدنيا فقال «الله الله فى الصلاة وفيما ملكت أيمانكم (١)» فى آخر وصيته إياهم وجاء الحديث «أنها آخر وصية كل نبى لأمته، وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا» وجاء فى حديث آخر عن النبى «أنه كان يجود بنفسه ويقول: الصلاة، الصلاة، الصلاة (٢)»

فالصلاة: أول فريضة فرضت عليهم، وهى آخر ما أوصى به أمته. وآخر ما يذهب من الإسلام. وهى أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة. وهى عمود الإسلام. وليس بعد ذهابها دين، ولا إسلام. فالله الله فى أموركم عامة، وفى صلاتكم خاصة. فتمسكوا بها، واحذروا تضييعها والاستخفاف بها، ومسابقة


(١) أخرجه أحمد فى المسند والنسائى وابن ماجه وابن حبان من حديث أنس وأحمد وابن ماجه من حديث أم سلمة
(٢) أخرجه ابن جرير من حديث أم سلمة