للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا لا يكاد يطمع فيه اليوم من الناس. وجاء عن أنس قال «كان رسول الله إذا فع رأسه من الركوع: يقوم، حتى يقال: قد نسى (١)» وما فى هذا مطمع من الناس اليوم. ولكن ينبغى للإمام أن لا يبادر إذا رفع رأسه من الركوع، ولا يعجل بقوله «ربنا ولك الحمد» وليكن ذلك بتمام من كلامه، وتمكن وتأنّ من غير عجلة ولا مبادرة، حتى يدرك الناس معه. وإذا سجد ورفع رأسه من السجود فليعتدل جالسا، وليثبت بين السجدتين شيئا، بقدر ما يقول:

«رب اغفر لى» من غير عجلة، حتى يدركه الناس قبل أن يسجد الثانية. ولا يبادر، فساعة يرفع رأسه من السجدة الأولى: يعود ساجدا، فيبادر الناس لمبادرته، ويقعون فى المسابقة. فتذهب صلاتهم. ويلزم الإمام وزر ذلك وإثمه. فإن الناس إذا علموا أنه يثبت ثبتوا، ولم يبادروا. وقد جاء الحديث «أن كل مصل راع ومسئول عن رعيته (٢)» وقد قيل: إن الإمام راع لمن يصلى بهم. فما أولى بالإمام النصيحة لمن يصلى خلفه، وأن ينهاهم عن المسابقة فى الركوع والسجود، وأن لا يركعوا ويسجدوا مع الإمام، بل يأمرهم بأن يكون ركوعهم وسجودهم ورفعهم وخفضهم بعده، وأن يحسن أدبهم وتعليمهم، إذ كان راعيا لهم. وكان غدا مسئولا عنهم. وما أولى بالإمام أن يحسن صلاته، ويتمها ويحكمها. وتشتد عنايته بها، إذ كان له مثل أجر من يصلى خلفه إذا أحسن. وعليه مثل وزرهم إذا أساء.

ومن الحق الواجب على المسلمين: أن يقدموا خيارهم، وأهل الدين والفضل منهم، وأهل العلم بالله تعالى، الذين يخافون الله ﷿ ويراقبونه. وقد جاء الحديث «إذا أمّ بالقوم رجل، وخلفه من هو أفضل منه: لم يزالوا فى سفال (٣)»


(١) متفق عليه
(٢) أخرج معناه الطبرانى فى الأوسط والخطيب من حديث ابن عمر
(٣) أخرجه العقيلى فى الضعفاء من حديث ابن عمر. ورواه الطبرانى فى الأوسط. وفيه الهيثم بن عقاب. الأزدى: لا يعرف. وقال الهيثمى: ذكره ابن حبان فى الثقات