للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجاء الحديث «اجعلوا أمر دينكم إلى فقهائكم، وأئمتكم قراؤكم (١)» وإنما معناه: الفقهاء والقراء أهل الدين والفضل والعلم بالله، والخوف من الله ﷿، الذين يعنون بصلاتهم وصلاة من خلفهم. ويتقون ما يلزمهم من وزر أنفسهم ووزر من خلفهم، إن أساءوا فى صلاتهم. ومعنى القراء: ليس على الحفظ للقرآن.

فقد يحفظ القرآن من لا يعمل به. ولا يعبأ بدينه، ولا بإقامة حدود القرآن، وما فرض الله ﷿ عليه فيه. وقد جاء الحديث «إن أحق الناس بهذا القرآن:

من كان يعمل به، وإن كان لا يقرأ (٢)» فالإمامة بالناس، المقدم بين أيديهم فى الصلاة بهم على الفضل: فليس للناس أن يقدموا بين أيديهم إلا أعلمهم بالله، وأخوفهم له. ذلك واجب عليهم، ولازم لهم. فتزكو صلاتهم. وإن تركوا ذلك لم يزالوا فى سفال وإدبار، وانتقاص من دينهم، وبعد من الله ومن رضوانه ومن جنته.

فرحم الله قوما عنوا بصلاتهم، وعنوا بدينهم. فقدموا خيارهم، واتبعوا فى ذلك سنة نبيهم ، وطلبوا بذلك القربة إلى ربهم ﷿

وأمر يا عبد الله الإمام أن لا يكبر - أول ما يقوم مقامه للصلاة - حتى يلتفت يمينا وشمالا. فإن رأى الصف معوجا والمناكب مختلفة: أمرهم أن يسووا صفوفهم وأن يحاذوا مناكبهم. فان رأى بين كل رجلين فرجة: أمرهم أن يدنو بعضهم من بعض، حتى تتماسّ مناكبهم

واعلم أن اعوجاج الصفوف واختلاف المناكب: ينقص من الصلاة. وأن الفرجة التى تكون بين كل رجلين: تنقص من الصلاة. فاحذروا ذلك. وقد جاء عن النبى أنه قال «رصوا الصفوف. وحاذوا المناكب، وسدّوا


(١) رواه الدارقطنى من حديث ابن عباس. وقال شيخ الإسلام في الفتاوى: فى إسناده مقال. اهـ وفى إسناده سلام بن سليمان. قال العقيلى: فى حديثه مناكير
(٢) لم أجده