للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخلل، لا يقوم بينكم مثل الحذف - يعنى أولاد الغنم الصغار - من الشياطين (١)» وقد جاء الحديث عن النبى «أنه كان إذا قام مقامه للصلاة: لم يكبر حتى يلتفت يمينا وشمالا. فيأمرهم بتسوية مناكبهم، ويقول: لا تختلفوا، فتختلف قلوبكم (٢)» وقد جاء عنه «أنه التفت يوما. فرأى رجلا قد خرج صدره من الصف. فقال: لتسوّنّ مناكبكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم (٣)» فتسوية الصفوف، ودنو الرجال بعضهم من بعض: من تمام الصلاة. وترك ذلك: نقص فى الصلاة. وجاء الحديث عن عمر «أنه كان يقوم مقام الإمام، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجل قد وكله بإقامة الصفوف، فيخبره: أنهم قد استووا، فيكبر (٤)» وجاء عن عمر بن عبد العزيز مثل ذلك. وروى «أن بلالا كان يسوى الصفوف، ويضرب عراقيبهم بالدّرة، حتى يستووا»

قال بعض العلماء: وقد يشبه أن يكون هذا من بلال على عهد النبى عند إقامته، قبل أن يدخل فى الصلاة. لأن الحديث عن بلال جاء:

«أنه لم يؤذن لأحد بعد النبى إلا يوما واحدا» إذ أتى مرجعه من الشام (٥). ولم يكن للناس عهد بأذانه حينا، فطلب إليه أبو بكر وأصحاب


(١) رواه أحمد فى المسند عن أبى أمامة فى حديث طويل. قال المنذرى فى الترغيب: باسناد لا بأس به. ورواه البخارى بنحوه فى تسوية الصفوف من حديث أنس. ورواه أبو داود بنحو ماهنا. وكذلك النسائى وابن خزيمة وابن حبان
(٢) رواه أبو داود عن أبى القاسم الجدلى قال: سمعت النعمان بن بشير يقول «أقبل رسول الله على الناس بوجهه، فقال: أقيموا الصفوف - الحديث»
(٣) رواه مسلم والبخارى وأبو داود من حديث النعمان بن بشير
(٤) انظر تاريخ الطبرى (ج ٥ ص ١٢)
(٥) كان ذلك فى سنة سبع عشرة من الهجرة. وفى تاريخ الطبرى (ج ٤ ص ٢٠٤) ما يدل على أن ذلك كان بالشام فى ذى الحجة بعد خطبة عمر إذ عزم على القفول إلى المدينة. وذكر ابن الأثير فى أسد الغابة فى ترجمة بلال: أنه أذن لأبى بكر حياته. وصحح ابن سعد (ج ٣ ص ١٦٩) أن بلالا لم يؤذن لأبى بكر