رسول الله ﷺ. فأذن. فلما سمع أهل المدينة صوت بلال ذكروا النبى ﷺ، بعد طول عهدهم بأذان بلال وصوته: جدد ذلك فى قلوبهم أمر النبى ﷺ، وشوقهم أذانه إليه، حتى قال بعضهم:
بعث النبى ﷺ، شوقا منهم إلى رؤيته، ولما هيجهم بلال عليه بأذانه وصوته. فرقوا عند ذلك وبكوا، واشتد بكاؤهم عليه ﷺ، حتى خرج العواتق من بيوتهن شوقا إلى النبى ﷺ، حين سمعن صوت بلال وأذانه، وذكر النبى ﷺ. ولما قال بلال «أشهد أن محمدا رسول الله» امتنع بلال من الأذان فلم يقدر عليه. وقال بعضهم: سقط مغشيا عليه، حبا للنبى ﷺ وشوقا إليه. فرحم الله بلالا والمهاجرين والأنصار، وجعلنا وإياكم من التابعين لهم بإحسان.
فاتقوا الله يا معشر المسلمين، وأحكموا صلاتكم، والزموا فيها سنة نبيكم وأصحابه ﷺ وعليهم أجمعين. فإن ذلك هو الواجب عليكم، واللازم لكم.
وقد وعد الله تعالى من اتبعهم رضوانه، والخلود فى جنته. قال الله ﷿(١٠٠:٩ ﴿وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً. ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾) فاتباع المهاجرين والأنصار واجب على الناس إلى يوم القيامة.
وجاء عن النبى ﷺ «أنه كان له سكتتان: سكتة عند افتتاح الصلاة، وسكتة إذا فرغ من القراءة (١)» وكان النبى ﷺ يسكت إذا فرغ من القراءة قبل أن يركع، حتى يتنفس. وأكثر الأئمة على خلاف ذلك
فأمره يا عبد الله، إذا فرغ من القراءة: أن يثبت قائما، وأن يسكت حتى يرجع إليه نفسه قبل أن يركع، ولا يصل قراءته بتكبيرة الركوع