للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخصلة، قد غلب عليها الناس فى صلاتهم، إلا من شاء الله، من غير علة:

وقد يفعلها شبابهم وأهل القوة والجلد منهم: ينحط أحدهم من قيامه للسجود، ويضع يديه على الأرض قبل ركبتيه. وإذا نهض من سجوده، أو بعد ما يفرغ من التشهد: يرفع ركبتيه من الأرض قبل يديه. وهذا خطأ، وخلاف ما جاء عن الفقهاء. وإنما ينبغى له، إذا انحط من قيامه للسجود: أن يضع ركبتيه على الأرض، ثم يديه، ثم جبهته. وإذا نهض: رفع رأسه، ثم يديه، ثم ركبتيه.

بذلك جاء الأثر عن النبى (١).

فأمروا بذلك، وانهوا عنه من رأيتم يفعل خلاف ذلك، وأمروه أن ينهض - إذا نهض - على صدور قدميه، ولا يقدم إحدى رجليه. فإن ذلك مكروه.

وقد جاء عن عبد الله بن عباس وغيره: أن تقديم إحدى الرجلين إذا نهض:

يقطع الصلاة.

ويستحب للمصلى: أن يكون بصره إلى موضع سجوده. ولا يرفع بصره إلى السماء. ولا يلتفت. فاحذروا الالتفات، فانه مكروه. وقد قيل: يقطع الصلاة.

وإذا سجد يضع أصابع يديه حتى يحاذى بهما أذنيه وهو ساجد، ويضم أصابعه، ويوجهها نحو القبلة. ويبدى مرفقيه وساعديه. ولا يلزقهما بجنبيه. جاء الحديث عن النبى «أنه كان إذا سجد لو مرت بهمة تحت ذراعيه لنفذت (٢)» وذلك لشدة مبالغته فى رفع مرفقيه وضبيعه. وجاء عن أصحاب النبى أنهم قالوا «كان رسول الله إذا سجد جافى بين ضبعيه (٣)» فأحسنوا السجود - رحمنا الله وإياكم - ولا تضيعوا شيئا. فقد


(١) رواه أصحاب السنن من حديث وائل بن حجر
(٢) رواه مسلم وأبو داود من حديث ميمونة أم المؤمنين
(٣) رواه مسلم من حديث عبد الله بن بحينة. وأبو داود من حديث الحسن البصرى حدثنا أحمر بن جزء. قال المنذرى (٤٢٦:١) قيل: لم يرد عنه غير الحسن. ولم يرو أحمر عن النبى إلا هذا الحديث