للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لكنت عزوف النفس عن كل مدبر … وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل

ولكننى أرعى الحقوق، وأستحى … وأحمل من ذى الود ما ليس يحمل

فإن مصاب المرء فى أهل وده … بلاء عظيم عند من كان يعقل

وقال الفضل بن محمد الشعرانى: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. فمن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ذكر يحيى بن أكثم عند أبى، فقال:

ما عرفت فيه بدعة. فبلغت يحيى، فقال: صدق أبو عبد الله، ما عرفنى ببدعة قط

قال: وذكر له ما يرميه الناس به. فقال: سبحان الله! سبحان الله. ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا

وولى قضاء البصرة، وسنه عشرون أو نحوها. فاستصغره أهل البصرة، فقال له أحدهم: كم سن القاضى؟ فعلم أنه قد استصغره. فقال: أنا أكبر من عتّاب بن أسيد، الذى وجه به النبى قاضيا على أهل مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذى وجه به النبى قاضيا على أهل اليمن. وأنا أكبر من كعب بن ثور الذى وجه به عمر بن الخطاب قاضيا على أهل البصرة. وبقى سنة لا يقبل بها شاهدا. فتقدم إليه والد أبى حازم القاص.

وكان أحد الأمناء فقال له: أيها القاضى، قد وقفت الأمور وتريثت؟ قال:

وما السبب؟ فقال: فى ترك القاضى قبول الشهود. قال: فأجاز فى ذلك اليوم شهادة سبعين شاهدا.

ولقى رجل يحيى بن أكثم - وهو على قضاء القضاة - فقال له: أصلح الله القاضى، كم آكل؟ قال: فوق الجوع، ودون الشبع. قال: فكم أضحك؟ قال:

حتى يسفر وجهك، ولا يعلو صوتك. قال: فكم أبكى؟ قال: لا تملّ البكاء من خشية الله. قال: فكم أخفى من عملى؟ قال: ما استطعت. قال: فكم أظهر منه؟ قال: ما يقتدى بك البر الخيّر، ويؤمن عليك قول الناس