نفسا قال لنا: انصرفوا اليوم. فلست أحدثكم. فانصرفنا، وظننا أنه عرض له شغل. ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا. فصرفنا، ولم يحدثنا. فسألناه بعد ذلك عن السبب الذى أوجب ترك التحديث لنا؟ فقال: كنتم تذكرون عددكم فى كل مرة للجارية، وتصدقون، ثم كذبتم فى المرة الأخيرة. ومن كذب فى هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكبر منه. فاعتذرنا إليه، وقلنا: نحن نتحفظ فيما بعد. فحدثنا، أو كما قال
مولده: لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين. وقيل: سنة سبع وخمسين ومائتين. وحج سنة ثلاث وسبعين ومائتين أنبأنا الملطى قال: أخبرنا محمد بن فارس عن أبى الحسين بن المنادى حدثنى جدى محمد قال: قال لى أحمد بن حنبل: أنا أذرع هذه الدار التى أسكنها، فأخرج الزكاة عنها فى كل سنة. ذهب فى ذلك إلى قول عمر بن الخطاب فى أرض السواد.
وبه حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: ذكر أبى حديث عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن عاصم الأحول عن أبى عثمان النّهدى عن جرير بن عبد الله البجلى عن النبى ﷺ«تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة، وقطربّل، تجبى إليها كنوز الأرض، ويجتمع إليها كل لسان، فلهى أسرع ذهابا فى الأرض من الحديدة المحماة في الأرض الخوّارة» فقال: كان المحاربى جليسا لسيف بن محمد بن أخت سفيان الثورى. وكان سيف. كذابا فأظن المحاربى سمعه منه، قال عبد الله: فقيل لأبي فإن عبد العزيز بن أبان رواه عن سفيان الثورى عن عاصم الأحول؟ فقال أبى: كل من حدث بهذا الحديث عن سفيان الثورى فهو كذاب. قال عبد الله فقلت له: إن لوينا حدثناه عن محمد بن جابر الحنفى؟ فقال:
كان محمد بن جابر ربما ألحق فى كتابه الحديث. ثم قال أبى: هذا الحديث ليس بصحيح، أو قال: كذب