للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى بشر بن موسى وغيره. ونعله فى يده. فقيل له: لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشى فى طلب حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وأنا حاف، فلعله ذهب إلى قوله صلّى الله عليه وسلم «ألا أنبئكم بأخف الناس - يعنى حسابا - يوم القيامة بين يدى الملك الجبار: المسارع إلى الخيرات، ماشيا على قدميه حافيا. أخبرنى جبريل: أن الله عزّ وجل ناظر إلى عبد يمشى حافيا فى طلب الخير»

وقال أبو إسحاق الطبرى: كان النجاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف، ويترك منه لقمة. فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف، وأكل تلك اللقم، التى استفضلها

قلت أنا: وكان إذا أملى الحديث فى جامع المنصور يكثر الناس فى حلقته حتى يغلق البابان من أبواب الجامع مما يليان حلقته. وكان يملى فى حلقة عبد الله بن إمامنا. وفيها كان يملى ابن مالك.

وقال أبو بكر النجاد: ضقت وقتا من الزمان، فمضيت إلى ابراهيم الحربى.

فذكرت له قصتى: فقال: اعلم أننى ضقت يوما حتى لم يبق معى إلا قيراط.

فقالت الزوجة: فتش كتبك، وانظر ما لا تحتاج إليه فبعه. فلما صليت العشاء الآخرة جلست فى الدهليز أكتب، إذ طرق على الباب طارق، فقلت: من هذا؟ فقال: كلمنى. ففتحت الباب، فقال لى: أطفئ السراج. فطفيتها. فدخل الدهليز، فوضع فيه كارة. وقال لى: اعلم أننا أصلحنا للصبيان طعاما، فأحببنا أن يكون لك وللصبيان فيه نصيب. وهذا أيضا شئ آخر، فوضعه إلى جانب الكارة، وقال: تصرفه فى حاجتك، وأنا لا أعرف الرجل. وتركنى وانصرف.

فدعوت الزوجة، وقلت لها: أسرجى، فأسرجت. وجاءت، وإذا الكارة:

منديل له قيمة. وفيه خمسون وسطا، فى كل وسط لون من الطعام، وإلى جانب الكارة كيس، فيه ألف دينار. قال النجاد فقمت من عنده، ومضيت إلى قبر أحمد فزرته. ثم انصرفت. فبينما أنا. أمشى على جانب الخندق، إذ لقيتنى