والله سميع بصير عليم، يداه مبسوطتان. قد علم أن الخلق يعصونه قبل أن يخلقهم، علمه نافذ فيهم. فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للاسلام، ومنّ عليهم كرما وجودا وتفضلا. فله الحمد.
واعلم أن البشارة عند الموت ثلاث بشارات، يقال: أبشر يا حبيب الله برضى الله والحنة. ويقال: أبشر يا عبد الله بالجنة بعد الانتقام. ويقال: أبشر يا عدو الله بغضب الله والنار. هذا قول ابن عباس
واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى فى الجنة الأضرّاء، ثم الرجال، ثم النساء بأعين رءوسهم، كما قال رسول الله ﷺ«إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون فى رؤيته» والإيمان بهذا واجب.
وإنكاره كفر
واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر، ولا شكوك ولا بدعة، ولا ضلالة، ولا حيرة فى الدين: إلا من الكلام. وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة. وكيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال، والله يقول (٤:٤٠ ما يجادل فى آيات الله إلا الذين كفروا) فعليك بالتسليم والرضى بالآثار، والكف والسكوت والإيمان بأن الله يعذب الخلق فى النار فى الأغلال والأنكال والسلاسل. والنار فى أجوافهم وفوقهم وتحتهم. وذلك أن الجهمية - منهم هشام الفوطى - قال:
إنما يعذب الله عند النار ردا على الله ورسوله
واعلم أن الصلاة الفريضة خمس صلوات، لا يزاد فيهن ولا ينقص، فى مواقيتها.
وفى السفر ركعتان إلا المغرب. فمن قال: أكثر من خمس، فقد ابتدع. ومن قال: أقل من خمس، فقد ابتدع. لا يقبل الله شيئا منها إلا لوقتها، إلا أن يكون نسيان. فإنه معذور، يأتى بها إذا ذكرها (١)، أو يكون مسافرا. فيجمع بين الصلاتين إن شاء.
(١) وكذلك النائم يأتى بها اذا استيقظ. فان ذلك وقتها له