للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والرّعاع ومن لا علم له. وأطمعوا الناس فى شئ من أمر الدنيا. وخوفوهم عقاب الدنيا. فاتبعهم الخلق على خوف فى دنياهم، ورغبة فى دنياهم. فصارت السنة وأهل السنة مكتومين. وظهرت البدعة وفشت. وكفروا من حيث لا يعلمون من وجوه شتى. ووضعوا القياس، وحملوا قدرة الرب وآياته وأحكامه وأمره ونهيه على عقولهم وآرائهم. فما وافق عقولهم قبلوه. وما خالف عقولهم ردوه. فصار الإسلام غريبا. والسنة غريبة. وأهل السنة غرباء فى جوف ديارهم

واعلم أن المتعة - متعة النساء - والاستحلال: حرام إلى يوم القيامة.

واعرف لبنى هاشم فضلهم، لقرابتهم من رسول الله .

واعرف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ. واعرف قدرهم، وحقوقهم فى الإسلام. ومولى القوم منهم واعرف فضل الأنصار، ووصية رسول الله فيهم، وآل الرسول فلا تسبهم، واعرف فضلهم وكراماتهم من أهل المدينة

واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية، حتى كان فى خلافة بنى العباس: تكلمت الرويبضة فى أمر العامة. وطعنوا على آثار رسول الله ، وأخذوا بالقياس والرأى، وكفروا من خالفهم. فدخل فى قولهم الجاهل والمغفل، والذى لا علم له، حتى كفروا من حيث لا يعلمون. فهلكت الأمة من وجوه. وكفرت من وجوه. وتفرقت وابتدعت من وجوه، إلا من ثبت على قول رسول الله وأصحابه. ولم يتخط واحد، ولم يجاوز أمرهم، ووسعه ما وسعهم، ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم. لأنهم على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح. فقلدهم دينه واستراح

واعلم أن الدين إنما هو التقليد (١). والتقليد لأصحاب رسول الله صلّى الله


(١) يريد الاتباع للصحابة والسلف على هدى وبصيرة كما قال الله (١٠٨:١٢ قُلْ: هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)، لا التقليد الأعمى على غير علم ولا نور الذى عليه المتأخرون. هداهم الله.