قال: سمعت أبا الحسن بن بشار أيضا يقول: أعرف رجلا منذ ثلاثين سنة يشتهى أن يشتهى ليترك ما يشتهى. فما يجد شيئا يشتهى.
وأنبأنا أبو مسلم الكشى حدثنا إسماعيل الصابونى حدثنا إسحاق بن إبراهيم العدل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الوراق حدثنا أبو الحسن القناد الصوفى حدثنا أبو الحسن بن بشار العبد الصالح حدثنى عبد الله بن أحمد قال: مرت بنا جنازة، ونحن قعود على مسجد أبى. فقال أبى: ما كانت صنعة صاحب الجنازة؟ قالوا:
كان يبيع على الطريق. قال: فى فنائه أو فناء غيره؟ قالوا: فى فناء غيره.
قال: عز على عز على. إن كان فناء يتيم أو غيره، فقد ذهبت أيامه عطلا. ثم قال: قم نصلى عليه، عسى الله أن يكفر عنه سيئاته. قال: فكبر عليه أربع تكبيرات، ثم حملناه إلى قبره ودفناه، ونام أبى تلك الليلة وهو مغتم به. فإذا نحن بامرأة من بعض جيراننا جاءت إلى أبى، فقالت: يا أبا عبد الله، ألا أبشرك بشارة؟ فقال لها: قول يا مباركة. أنت امرأة صالحة. قالت: نمت البارحة. فرأيت صاحب الجنازة الذى مررت معه، وهو يجرى فى الجنة جريا وعليه حلتان خضروان، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غضبان على وقت خروج روحى. فصلى علىّ أحمد بن حنبل فغفر ذنوبى، ومتعنى بالجنة
وأنبأنا على المحدث عن أبى عبد الله الفقيه أنه قال: إذا رأيت البغدادى يحب أبا الحسن بن بشار وأبا محمد البربهارى فاعلم أنه صاحب سنة
قلت أنا: وكان قد سمع جميع مسائل صالح لأبيه أحمد من صالح، وحدث بها. فسمعها من ابن بشار جماعة، منهم أبو حفص بن بدر المغالى، وأحمد البرمكى وغيرهم. وكان شيوخ طائفتين يقصدونه ويعظمونه أبو محمد البربهارى، وأبو بكر الخلال، وأبو بكر عبد العزيز وأشكالهم
وكان ابن بشار يقول فى دعائه: اللهم صل على أبينا آدم الذى خلقته بيدك وأنحلته صورتك، وأسجدت له ملائكتك، وزوجته حواء أمتك، فسبق