للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أو إلى النار، أو يعفو الله. فقال له رجل من أهل المجلس: هبك أنت - رضى الله عنك - مستوجب لذلك، نحن إيش؟ فقال: دعوا عنكم هذا. كل أهل مذهب يجمع الله محسنهم ومسيئهم فى دار واحدة

وحضرت مجلسه فى يوم الأربعاء وجلست فى أقصى الدار. وكان يختم مجلسه يقول: لا إله إلا الله ﴿(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً﴾ - الآية) ويقول:

أسألك بما سألك به عبدك الصالح ذو النون إذ حبسته فى بطن الحوت، فنادى فى الظلمات: ﴿أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ﴾ فقلت وقولك الحق. ﴿فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ اللهم فاستجب لنا كما استجبت له، ونجنا كما نجيته، وخلصنا كما خلصته برحمتك. إنك أنت أرحم الراحمين، ثم يقول فى أثر ذلك: يا رب - عشر مرات - فكان كلما قال يا رب قلت: أنا فى نفسى يا رب أوسع علىّ، واصنع لى، وفرج عنى مرارا. فإذا هو قد أنصت إلى السماء ساعة، وهو يقول: هاها. كالمستمع ما يقال له، ثم أقبل نحوى فقال: ويحك، ما تستحى؟ الجبار قد أقبل عليك لتسأله الجنة. فيعطيك فيغنيك وأنت تسأله الدنيا. فتقول: أوسع على، واصنع لى؟ سله ويحك الجنة ليعطيك فيعنيك. فبقيت كالخجل، إذ لم يطلع على سرى إلا الله. فسألت الله الجنة كما أمرنى (١)

قال: وكنت يوما واقفا بين يديه بعد العصر. وكان يوم الثلاثاء، وبيدى جزء من مسائل صالح، لأقرأه عليه. فنظرت إلى وجهه يضئ كالقمر فقلت فى نفسى: غدا المجلس، واحسب أن أستاذنا قد حلق رأسه، وأسحن له الماء. فاغتسل وتنظف. فلذلك وجهه قد أضاء. فلما أسررت ذلك فى نفسى قال: إيش هذا


(١) لا يعلم ما فى الصدور إلا الله. وما خلق الله الدنيا إلا سبيلا إلى الآخرة، ولا سبيل إلى الجنة إلا من الدنيا الصالحة، كما هو معلوم من القرآن وهدى رسول الله