للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من انقطع عن قلبه حسّ وساوس الأنس. ثم قال: أما ترون هذه الجارية التى يقال لها: ناسى، وتخدم هى بنى أخته؟ قلنا: بلى. قال: هى فى الدار منذ أربع وعشرين سنة، أشك فى الكلمة الثانية: أنى كلمتها

قال: وكان يفتتح مجلسه إذا أراد أن يتكلم بقوله ﷿ (وإنك لتعلم ما نريد، فقام إليه رجل فقال له: رضى الله عنك، وما الذى تريد؟ فقال له: وما حملك على المسألة عن ذلك، وأنا أقول ذلك، منذ أربعين سنة، فما سألنى أحد عنه؟ فأقسم عليه. فقال: هو يعلم أنى ما أريد فى الدنيا والآخرة سواه

وقال ابن عليك الزيات: أضقت فى بعض الأوقات ضيقة شديدة، فجلست فى غرفتى مغموما مفكرا. فإذا الشيخ ينادينى: يا عبد الله، وكان من غرفة ابن بشار إلى غرفته طريق. قال: فأجبته، فقال: تعال، فمضيت إليه. فقال: إيش هذا الغم الشديد على الدنيا؟ أنت مضيق أنت مضيق على الدنيا. وليس معك شئ؟ قلت: نعم. قال: فمن لم يكن معه شئ يغتم هذا الغم؟ فقال لى: خذ عليك ما تحتاج إليه. والبس نعلك، وامش على الشط إلى أن يلقاك رزقك فخذه واذكر الله. قال: فبقيت مفكرا فى قوله، إلا أنه لم يمكنى مخالفته. فخرجت أذكر الله. ولزمت الشط إلى أن وصلت إلى الجسر الفوقانى. فإذا برجل ينادينى:

يا عبد الله فأجبته، فدفع إلىّ أربعين درهما وورقا. فقال: انسخ لى كتابا سماه، وأجلسنى فى سماريّة، ورجعت. فلما صعدت نادانى ابن بشار: يا عبد الله. قلت:

لبيك. قال: أخذت أربعين درهما ومن الورق كذا وكذا، وقال لك: انسخ الكتاب الفلانى؟ قلت: نعم. قال: لو صبرت لجاءك إلى الباب (١)

وقال أحمد البرمكى: سمعته يوما - وقد قام من المجلس الأول إلى المجلس الثانى لأهل القلوب، وقد تحرك سره، فقال: قوموا بنا إلى الجنة ثم صبر قليلا ثم


(١) إنما قال الله (١٥:٦٧ فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) ولا يعلم ذات الصدور إلا الله