للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا القراح الباذنجان ذهبا لفعل. فو الله ما استتم الكلام حتى رأينا القراح يتقد ذهبا (١) فقال له أستاذى - يعنى أبا بكر الخلال -: يا مقبل، لأحد سبيل أن يأخذ من هذا القراح أصلا واحدا؟ فقال له: خذ. وكان القراح مسقيا. فأخذ الأصل فقلعه بعروقه. والأصل والورق والباذنجان الذى فيه ذهب. فوقعت من ذلك باذنجانة صغيرة وشئ من الورق، فأخذته وبقاياه معى إلى يوم حدّثه. قال: ثم صلّى ركعتين، وسأل الله، فأعاد القراح كما كان، وعاد موضع ذلك الأصل أصل باذنجانة.

قال وحكى لنا هذا الشيخ، قال: لما مات أبو بكر عبد العزيز اختلف أهل باب الأزج فى دفنه. فقال بعضهم: يدفن فى قبر أحمد، وقال بعضهم: يدفن عندنا.

وجردوا السيوف والسكاكين. فقال المشايخ: لا تقتتلوا، نحن فى حريم السلطان - يعنون المطيع لله - فما يأمر نفعل. قال: فلفوه فى النطع مشدودا بالشوارف (٢) خوفا أن يمزق الناس أكفانه. وكتبوا رقعة إلى الخليفة. فخرج: مثل هذا الرجل لا نعدم بركاته: أن يكون فى جوارنا. وهناك موضع يعرف بدار الفيلة.

وهو ملك لنا. ولم يكن فيه دفن. فدفن فيه .

قال: وحكى لنا أيضا قال: حكى لى أبو العباس بن أبى عمرو الشرابى - وكان على باب يعرف بباب الخاصة، مما يلى باب الأزج، يقارب قبر أبى بكر عبد العزيز - قال: كان لنا ذات ليلة خدمة، أمسيت لأجلها. ثم إنّي خرجت منها نومة الناس وغلق البوابون خلفى الباب. وتوجهت إلى دارى بباب الأزج. فرأيت عمود نور من جو السماء إلى جوف المقبرة، فجعلت انظر إليه ولا ألتفت، خوفا أن يغيب عنى، إلى أن وصلت حذاء قبر أبى بكر عبد العزيز. فإذ أنا بالعمود من


(١) لو كان هذا لكان خيرا لهم: أن يسأل الله أن يجعل المبتدعين والرافضة فى وقته - وكانوا كثيرا جدا - أهل سنة، والكفار مسلمين
(٢) فى المختصر: بالشراريف