قلت له: أنت تتكلم على المسلمين، فتحشو أسماعهم بكلام الكلبى الكذاب فيما يخبر عن مراد الله تعالى عن الأمم الخالية، التى لم يشاهدها، فلا يكون عندك هذيان. ثم تجئ إلى مثل حديث إبراهيم النخعى عن علقمة عن عبد الله - حديث الخبر - فتقول: هذا هذيان. وهذا قول من تقلده: خرج عندى من الدين.
وسلك غير طريق المسلمين.
وهذا ما جرى بيننا، إلا ما أخللت به. فلم أتيقن حفظه. والله سبحانه الموفق لإدراك الصواب.
وقال أبو إسحاق بن شاقلا: حدثنا عبد العزيز بن جعفر قال: سمعت أبا محمد البخارى - وكان عبدا صالحا. وكان من أصحاب المروذى - قال: غسلت ميتا.
فمضى الذى يصب الماء علي فى حاجة. ففتح عينيه، وقبض على زندى، وقال لى:
يا أبا محمد، أحسن الاستعداد لهذا المصرع. وعاد إلى حاله (١)
قال: وسئل الشيخ - يعنى أبا بكر - عن المصلوب: هل تضغطه الأرض؟ فقال: قدرة الله لا يتكلم عليها. أرأيت رجلا لو قطعت يده، أو رجله، أو لسانه فى بلد ومات فى بلد آخر: هل ينزل الملكان على الكل منه؟ وهذا فى القدرة.
واليد فى معنى التبع.
قال: وسأل رجل شيخنا أبا بكر عن قول الله تعالى (٤٢:٣٩ ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها)﴾ وقال الله (١١:٣٢ ﴿قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)﴾ وقال تعالى (٦١:٦ ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا)﴾ فقال: ملك الموت يعالجها، فإذا بلغت منتهاها، قبضها الله ﷿، فقيل له: قد استوى فى ذلك الفاضل والكافر والمسلم. فما فضله عليه؟ فقال: لما لم يكن بينهما فرق فى ابتداء الخلق فى نفخ الروح، فكذلك فى الانتهاء فى قبضها، وكذلك لم يكن بينهما فرق فى التكوين فى الابتداء، وكذلك فى الموت فى الانتهاء. وهذا معنى ما قال.
(١) من هو هذا البخارى وما مبلغ علمه وصدقه واتزان عقله؟