المخبر عنه، والسقيم معلوم بجرح ناقليه. وهذا الخبر الذى رويته: رواه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار - يعنى: وهو متروك الحديث ضعيف عند أهل العلم - وليس مثل هذا مما تقوم به حجة.
فقال لى: فأى شئ معك فى أنهم لا يحاسبون؟
فقلت له: إن شئت من كتاب الله، وإن شئت من سنة رسول الله ﷺ. وإن شئت من قول صحابته ﵃.
فقال لى: منكرا لقولى فى الصحابة من قال هذا؟
فقلت: نعم. قرأت على أبى عيسى يحيي بن محمد بن سهل الخصيب العكبرى - بعكبرا - قال: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبرى، قال: حدثنا محمد بن هناد بن السرى قال: حدثنا معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ﵂ قالت «من حوسب دخل الجنة» يقول الله تعالى (٧:٨٤ - ٩ ﴿فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)﴾ ويقول للآخرين، يعنى الكفار (٣٩:٥٥ ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ)﴾
فقال لى: قد سمعت هذا الحديث من أبى على الصواف قال: حدثنا أبو بكر ابن عبد الخالق قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب الوراق عن أبى معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، بمثل معناه، يعنى «من حوسب دخل الجنة» فقال لى: هو المسلم المحترم.
فقلت له: جمعت بين ما فرق الله ﷿، لأن الله ﷿ يقول (٣٥:٦٨، ٣٦ ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟)﴾
قال أبو إسحاق: وكان عندنا: أن أبا سليمان يقول: إن الكافر والمؤمن يحاسبان. فعلى قوله: إن المؤمن لا يحاسب، وإن الكافر يحاسب. وهذه عصبية للكافر، خرج بها عن جملة أهل العلم