تصانيفه وتلامذته فى البلاد، وانتفع به الخلق الكثير من العباد.
وكان من أصحابه أيضا: أبو إسحاق، وأبو العباس البرمكيان، وأبو طاهر بن القطان، وأبو عبد الله بن الفقاعى، وأبو القاسم المروقى (١)، وأبو القاسم طالب ابن العشارى، وأبو بكر بن الخياط.
وله المقام المشهود فى الأيام القادرية رضوان الله عليهما.
وقد ناظر؟؟؟ أبا حامد الاسفرائينى فى وجوب الصيام ليلة الغمام فى دار الإمام القادر بالله، بحيث يسمع الخليفة الكلام، فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين فردها مع حاجته إلى بعضها، فضلا عن جميعها تعففا وتنزها
وبلغنى: أنه كان يبتدئ مجلسه بإقراء القرآن، ثم بالتدريس، ثم ينسخ بيده ويقتات من أجرته، فسمى ابن حامد الوراق.
وبلغنى: أنه كان فى كثير من أوقاته إذا اشتهت نفسه الباقلاء: لم يأكل معه دهنا. وإذا كان دهن: لم يجمع بينه وبين الباقلاء.
وكان كثير الحج. فعوتب فى كثرة سفره وحجه، مع كبر سنه. فقال:
لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة.
قال أبو بكر بن الخياط: سألت أبا عبد الله بن حامد، إمام الحنبلية فى وقته عند خروجه إلى الحج فى سنة اثنتين وأربعمائة. فقلت: على من ندرس؟ وإلى من نجلس؟ فقال: إلى هذا الفتى - وأشار إلى القاضى الإمام أبى يعلى.
وحكى أن إنسانا من الحاج جاءه بقليل ماء، وهو مستند إلى حجر، وقد أشرف على التلف. فأومأ إلى الجائى له بالماء من أين هو؟ وأى شئ وجهه؟ فقال له: هذا وقته؟ فأومأ: أن نعم، هذا وقته، عند لقاء الله تعالى: أحتاج إلى أن أدرى ما وجهه؟ أو كما قال.
وتوفى راجعا من مكة بقرب واقصة سنة ثلاث وأربعمائة هـ.