للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصلّ الله ما حباه من النع … ماء بنعماه فى جنان المقام

فلم يزل جاريا على سديد القضاء، وإنفاذ الحكم والأوصياء، إلى أن توفى.

وكان الوالد السعيد قد رد القضاء بباب الأزج إلى الجيلى، وجعل صاحبه أبا على يعقوب مشرفا عليه. فلما تبين له من حال الجيلى الاختلال عزله. ثم رد النظر فى عقد الأنكحة والمداينات بباب الأزج إلى تلميذه أبى على يعقوب.

واستناب أبا عبد الله بن البقال فى النظر فى العقار بباب الأزج.

واستناب بدار الخلافة ونهر المعلّى أبا الحسن السيبى.

ولو ذهبت أشرح قضاياه السديدة: لكانت كتابا قائما بنفسه.

ومعلوم ما خص الله سبحانه هذا الوالد السعيد من النعم الدينية، والرتب السامية العلية، وكونه إمام وقته، وفريد دهره، وقريع عصره. لا يعرف فى شرق الأرض وغربها شخص يتقدم فى علم مذهبه عليه، أو يضاف فى ذلك إليه

هذا مع تقدمه فى هذه البلدة على فقهاء زمانه بقراءته للقرآن بالقراءات العشر وكثرة سماعه للحديث، وعلو إسناده فى المرويات.

ولقد حضر الناس مجلسه، وهو يملى حديث رسول الله بعد صلاة الجمعة بجامع المنصور على كرسى عبد الله بن إمامنا أحمد ، وكان المبلغون عنه فى حلقته، والمستملون ثلاثة. أحدهم: خالى أبو محمد جابر والثانى: أبو منصور بن الأنبارى. والثالث: أبو على البردانى.

وأخبرنى جماعة من الفقهاء ممن حضر الإملاء: أنهم سجدوا فى حلقة الإملاء على ظهور الناس؛ لكثرة الزحام فى صلاة الجمعة، فى حلقة الإملاء.

وما رأى الناس فى زمانهم مجلسا للحديث اجتمع فيه ذلك الجم الغفير، والعدد الكثير.

وسمعت من يذكر: أنه حزر العدد بالألوف. وذلك مع نباهة من حضر من الأعيان، وأماثل هذا الزمان، من النقباء، وقاضى القضاة والشهود والفقهاء. وكان