للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهكذا كان قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

الرفق في الدعوة:

من مواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحكيمة فعله مع الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه -، فقد أسلم الطفيل قبل الهجرة في مكة، ثم رجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فبدأ بأهل بيته، فأسلم أبوه وزوجته، ثم دعا قومه إلى الله عز وجل فلم يسلموا، فجاء الطفيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر أن دوسا قد عصت وأبت، وطلب أن يدعو عليهم، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ورفع يديه فقال الناس: هلكوا، فقال: "اللهم اهد دوسا، وائت بهم، اللهم اهد دوسا وائت بهم" [رواه أحمد].

فاستجاب الله دعاءه، وحصل على ثمرة الصبر والتأني وعدم العجلة، فقد رجع الطفيل إلى قومه، ورفق بهم فأسلم على يديه خلق كثير، ثم قدم على النبي وهو بخيبر فدخل المدينة بثمانين أو تسعين بيتا من دوس، ثم لحقوا بالنبي بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين.

كن رفيقا في تعليم الناس:

كان عبد البديع صقر -رحمه الله- إذا دخل بيتا ووجد فيه تمثالا كسره أو رماه أو شوه وجهه دون موافقة صاحب البيت، وقد يكون صاحب البيت حديث عهد بالإخوان أو بالدعوة فيصيبهم نفور من عبد البديع، وكثرت الشكوى من تصرفه هذا، وبلغت الإمام الشهيد حسن البنا -رحمه الله- فقال لعبد البديع: لا نريد منك أن تحطم أصنام الناس، ولكننا نريدك أن تجعلهم يحطمونها بأيديهم!!

وهكذا رسم له طريق الدعوة الصحيح، وبين له المهمة الأساسية للداعية (٢).

الرفق بالمساكين:

يقول محمد إقبال: جاء سائل فطرق بابنا بعنف، فضربته بعصا على رأسه، فتناثر ما جمعه، فتألم والدي وسال الدمع من عينيه، وقال: يا بني، غدا تجتمع أمة خير البشر أمام


(١) الظلال (١/ ٥٠١).
(٢) حكايات عن الإخوان ٥٨، ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>