للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي صُلْبَ الدِّينِ، خَشِنَ الطَّرِيْقَةِ، شَرِسَ الأَخْلَاقِ؛ فَلِذلِكَ لَمْ تَنْتَشِرْ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.

قَالَ: وقَالَ لِي أَبُو الحُسَيْنِ (١) بنُ الصَّلْتِ: كُنَّا نَمْضِي مَعَ ابنِ قَاجٍ الوَرَّاقُ (٢) إلَى ابنِ المُنَادِي لِنَسْمَعَ مِنْهُ. فإِذَا وَقَفْنَا بِبَابِهِ خَرَجَتْ إِلَيْنَا جَارِيَةٌ لَهُ، وقَالَتْ: كَمْ أَنْتُمْ؟ فَنُخْبِرُهَا بعَدَدِنَا، ويُوذَنُ لَنَا فِي الدُّخْوْلِ، فَيُحَدِّثَنَا. فَحَضَر (٣)، مَعَنَا مَرَّةً إِنْسَانٌ عَلَوِيٌّ، وغُلَامٌ لَهُ، فَلَمَّا اسْتأْذَنَّا، قَالَتِ الجَارِيَهُ كَمْ أَنْتُمْ؟ فَقُلْنَا: نَحْوُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ، ومَا كُنَّا حَسَبْنَا العَلَوِيَّ ولَا غُلَامَهُ في العَدَدِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنَا خَمْسَةَ عَشَرَ نَفْسًا قَالَ لَنَا: انْصَرِفُوا اليَوْمَ فَلَسْتُ أُحَدِّثُكُمْ، فانْصَرَفْنَا، وَظَنَنَّا اَّنهُ عَرَضَ لَهُ شُغْلٌ، ثُمَّ عُدْنَا إِلَيْهِ مَجْلِسًا ثَانِيًا، فَصَرَفَنَا وَلَمْ يُحَدِّثْنَا، فَسَألنَاهُ بَعْدَ ذلِكَ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي أَوْجَبَ تَرْكَ التَّحْدِيْثِ (٤) لَنَا؟ فَقَالَ: كُنْتُمْ تَذْكُرُوْنَ عَدَدَكُمْ فِي كلِّ مَرَّةٍ لِلْجَارِيَةِ،


(١) في تاريخ بغداد: "أبوالحسن" وهو الصَّحيح، لكن اخترتُ ما عليه النُّسخ، وهو أحمد بن مُحَمَّدِ بن الصَّلْت المُجَبِّرُ مُحَدثٌ من أهل بَغْدَادَ، قَال الحَافظُ السَّمعانِيُّ: "وكَانَ أَبُو بَكْر البَرْقَانِيُّ ينسبه إلى الضَّعْف، وذكر وفاته في رجب سنة (٤٠٥ هـ) " الأنساب (١١/ ١٣٦).
(٢) في "تاريخ بغداد": "ابن قاح" وعليه صَحَّحَ محقِّقُ "المنهج الأحمد" وكذا هو في كثير من المَصَادِرِ، وما أثبته من النُّسخ الخَطيَّة، وكذلك هو في "المقصد" وغيره وهو الصَّحِيْحُ، قال الأميرُ ابن مَاكُولَا في "الإكمال" (١/ ١٧٠): "أَمَّا (قاج) أوله قافٌ وآخره جِيْمٌ فهو أحمد بن قاج الوَرَّاقُ، رَوَى عن عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ بنِ طاهِر البَلْخِيِّ" ويُراجع: توضيح المشتبه (٢/ ٧).
(٣) في (ط): "فدخل".
(٤) في (أ): "الحديث".